ماركوس كلينبرغ: عالم إسرائيلي تجسس للاتحاد السوفيتي
المقدمة
في عالم التجسس، هناك قصص تبقى طي الكتمان، وأخرى تخرج إلى النور لتكشف عن خبايا وأسرار مذهلة. قصة **ماركوس كلينبرغ**، العالم الإسرائيلي الذي تجسس لصالح الاتحاد السوفيتي، هي واحدة من تلك القصص التي تثير الدهشة وتكشف عن تعقيدات الحرب الباردة.
📚 النشأة والتعليم
وُلد ماركوس كلينبرغ في 7 أكتوبر 1918 في وارسو، بولندا، لعائلة يهودية متدينة. بدأ دراسته في الطب بجامعة وارسو عام 1935، ولكن مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، فر إلى الاتحاد السوفيتي حيث أكمل دراسته في مينسك عام 1941. خدم كطبيب في الجيش الأحمر، وتخصص في علم الأوبئة، مما مهد له الطريق للعمل في مجالات البحث العلمي لاحقًا.
🧪 المسيرة المهنية في إسرائيل
بعد الهجرة إلى إسرائيل عام 1948، انضم كلينبرغ إلى الجيش الإسرائيلي، حيث خدم في الفيلق الطبي حتى عام 1953. في عام 1957، تم تعيينه نائبًا للمدير العلمي في "**معهد الأبحاث البيولوجية الإسرائيلي**" في نيس تسيونا، وهو مؤسسة سرية تُعنى بالأبحاث في مجالات الأسلحة البيولوجية والكيميائية. كما شغل منصب مدير قسم الأوبئة، مما منحه وصولاً إلى معلومات حساسة تتعلق ببرامج إسرائيل الدفاعية والهجومية.
🕵️♂️ التجسس لصالح الاتحاد السوفيتي
بدأت علاقة كلينبرغ بالاستخبارات السوفيتية (**KGB**) في عام 1950، حيث بدأ بتقديم معلومات سرية حول الأبحاث البيولوجية والكيميائية في إسرائيل. كان يتواصل مع عملاء الـKGB عبر نقاط اتصال سرية، منها الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في أبو كبير. في عام 1957، انضم إلى "معهد الأبحاث البيولوجية الإسرائيلي" في نيس تسيونا، حيث شغل منصب نائب المدير العلمي ورئيس قسم الأوبئة، مما منحه وصولاً إلى معلومات حساسة تتعلق ببرامج إسرائيل الدفاعية والهجومية.
👨👩👧 الحياة الشخصية والعائلية
تزوج كلينبرغ من **أديجا إيسمان**، التي كانت تعمل أيضًا في مجال علم الأوبئة. رزقا بابنتهما سيلفيا، التي أصبحت لاحقًا عالمة اجتماع. يُعتقد أن أديجا كانت على علم بأنشطة زوجها التجسسية، وربما شاركت في بعض الأحيان في تمرير المعلومات إلى السوفييت. ومع ذلك، لم تعترف أديجا بأي تورط رسمي في أنشطة التجسس خلال التحقيقات التي أعقبت اعتقال زوجها.
🔍 الاكتشاف والاعتقال
رغم الشكوك التي حامت حوله منذ الستينيات، لم تتمكن أجهزة الأمن الإسرائيلية من جمع أدلة كافية لإدانته حتى عام 1983. في ذلك العام، تم استدراجه إلى شقة سرية بحجة مهمة طارئة، حيث خضع لاستجواب مكثف أدى إلى اعترافه بالتجسس لصالح الاتحاد السوفيتي. حُكم عليه بالسجن لمدة **20 عامًا**، قضى منها 10 سنوات في الحبس الانفرادي تحت هوية مزيفة.
🏠 الإقامة الجبرية والنهاية
بعد إطلاق سراحه من السجن في عام 1998 لأسباب صحية، وُضع كلينبرغ تحت الإقامة الجبرية في إسرائيل، حيث خضع لمراقبة مشددة شملت تركيب كاميرات مراقبة وتوظيف حراس على نفقته الخاصة. في عام 2003، سُمح له بالانتقال إلى باريس للعيش مع ابنته، بشرط عدم التحدث عن عمله السابق في مجالات الأسلحة البيولوجية والكيميائية. توفي ماركوس كلينبرغ في باريس في 30 نوفمبر 2015 عن عمر يناهز 97 عامًا، ودفنت رفاته في مقبرة بير لاشيز.
📌 خاتمة
قصة ماركوس كلينبرغ تسلط الضوء على تعقيدات الحرب الباردة، وكيف يمكن أن يتورط العلماء في شبكات التجسس الدولية. تُعد هذه القصة تذكيرًا بأهمية الحذر واليقظة في مواجهة التهديدات الأمنية، حتى من داخل المؤسسات العلمية.