أسرار أخطر جواسيس الموساد في بيروت والقاهرة قصة يهوشع كوهين

يهوشع كوهين: الجاسوس الشبح الذي عاث فسادًا في العواصم العربية!

المقدمة

في عوالم الظل حيث تتحرك الخيوط الخفية وترسم الأجهزة السرية ملامح الخرائط السياسية، يبرز اسم **يهوشع كوهين** كواحد من أخطر جواسيس الموساد الذين عاثوا فسادًا في العواصم العربية. رجلٌ شبح، لا تعرف عنه الشعوب إلا بقايا قصص تناقلتها الألسن خلف الأبواب المغلقة، حتى كُشف الستار عن ملفه أخيرًا.

في هذا المقال، نستعرض معكم القصة الكاملة ليهوشع كوهين، نشأته، عائلته، دراسته، وزواجه، قبل أن يسلك درب الخيانة والجاسوسية… مرورًا بأخطر عملياته، والأشخاص الذين تعامل معهم، والدول التي زرع فيها سمه… حتى سقطت ورقته الأخيرة.

النشأة والأسرة

وُلد يهوشع كوهين في أربعينيات القرن العشرين بمدينة تل أبيب، وسط عائلة يهودية محافظة. كان والده تاجرًا للمنسوجات، ووالدته معلمة لغة عبرية في مدرسة ابتدائية. نشأ كوهين وسط أجواء يغلب عليها الطابع الديني والقومي، حيث كان والده من المؤيدين لفكرة التوسع الصهيوني، وهو ما زرع في نفسه ميلًا مبكرًا للأفكار المتطرفة.

الدراسة

درس كوهين في مدارس تل أبيب، ثم التحق بجامعة القدس، حيث درس علم الاجتماع والعلوم السياسية. خلال دراسته الجامعية، أبدى اهتمامًا كبيرًا بالشؤون العربية، وبدأ يتعلم اللغة العربية حتى أتقنها باللهجة اللبنانية والمصرية. هذا الأمر جعله محط أنظار ضباط الموساد الذين بدأوا بمراقبته واختباره في مهام صغيرة.

الحياة الشخصية

تزوج كوهين من امرأة تدعى **راحيل باروخ**، تعمل ممرضة في إحدى مستشفيات تل أبيب. لم يُرزق بأطفال، وكانت علاقته بزوجته مضطربة بسبب عمله السري الدائم، وتنقلاته التي لم تكن تعرف لها سببًا.

شغله في الجاسوسية

بعد اجتياز عدة اختبارات، انضم كوهين رسميًا لجهاز **الموساد** في منتصف الستينيات. تم تجنيده ضمن وحدة العمليات الخاصة، المتخصصة بالتسلل إلى الدول العربية، وزرع العملاء، وتنفيذ الاغتيالات والعمليات التخريبية.

أخطر عملياته

1. عملية بيروت 1969:

نجح كوهين في تأسيس شبكة تجسس داخل العاصمة اللبنانية، استهدفت رصد تحركات المقاومة الفلسطينية، والتجسس على القادة السياسيين في بيروت الغربية.

كان يتعامل بشكل مباشر مع عميل مزدوج لبناني يُدعى **نعيم الحاج**، الذي زوّده بمعلومات حساسة عن اجتماعات منظمة التحرير.

2. عملية القاهرة 1970:

تحت اسم مزور "حسن اليماني"، دخل كوهين مصر بجواز سفر أردني، واستقر في حي الزمالك بالقاهرة. تمكن من اختراق دوائر إعلامية وسياسية حساسة، وكانت له علاقة مباشرة مع ضابط مخابرات سابق يدعى **فؤاد شرف**، الذي أسقطه الموساد لاحقًا.

3. تهريب عملاء:

كان مسؤولًا عن تهريب عدد من العملاء الإسرائيليين من بيروت إلى قبرص، عبر شبكة قوارب سرية تديرها منظمة واجهة اسمها شركة البحر الأبيض للنقل البحري.


البلاد التي عمل بها

  • **لبنان**: بيروت
  • **مصر**: القاهرة
  • **قبرص**: لارنكا
  • **اليونان**: أثينا

نهاية القصة

انكشفت شبكة كوهين في مطلع السبعينيات بعد شكوك أثارها عميل لبناني آخر، وتم تضييق الخناق عليه. في القاهرة، تعرض لملاحقة من أجهزة الأمن المصرية، لكنه تمكن من الهروب إلى قبرص، ومنها إلى تل أبيب، حيث اعتزل العمل الميداني، وتولّى مهام تدريب العملاء الجدد في الموساد حتى وفاته في ظروف غامضة عام 1982.

خاتمة

لا تزال قصة يهوشع كوهين واحدة من أكثر القصص التي تثير الجدل والغموض في عالم الجاسوسية. اسمه محفور في ملفات الأجهزة الأمنية العربية، كرمز للخيانة والخداع، وشاهد على مرحلة دموية حافلة بالمؤامرات والتجسس.

إنها الحكايات التي لا تموت، والأسرار التي تنكشف متأخرة… ووراء كل ملف، قصة أخرى بانتظار من يرويها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال