خيانة الموساد الكبرى: قصة إسرائيل بيير وتدمير شبكات التجسس!
المقدمة
في عالم الجاسوسية، هناك وجوه تبقى في الظل وملفات طواها النسيان… إلا أن بعض الخيانات تترك ندبةً لا تُمحى. قصة اليوم من قناة كفاحي للتعليم عن بعد وبرنامج الجواسيس: ملفات من الموساد — الموسم الثاني، نستعرض فيها حكاية **إسرائيل بيير**، الرجل الذي استُؤمِن على أسرار إسرائيل فأفشى بها وأوقع كبار عملاء الموساد في الفخ، لينكشف ملفه وتكون نهايته مأساة حقيقية.
نشأة إسرائيل بيير
وُلد إسرائيل بيير عام 1917 في مدينة فيينا بالنمسا لأسرة يهودية ميسورة الحال. منذ صغره، أبدى ولعًا بالكتابة والسياسة، وانخرط في العمل الحزبي الشيوعي في سنوات شبابه، قبل أن يُجبر على الهروب من أوروبا بسبب تصاعد التوترات والحملات النازية ضد اليهود.
في أواخر الثلاثينيات، هاجر إلى فلسطين تحت الانتداب البريطاني، حيث بدأ حياته في تل أبيب ككاتب مسرحي ومترجم، ثم سرعان ما انجذب إلى العمل الأمني في ظل صراعات المنطقة.
بداية عمله مع الموساد
مع تأسيس دولة إسرائيل، التحق بيير بمنظومة الاستخبارات الإسرائيلية، حيث عُيّن في أحد مكاتب الموساد المتخصصة بجمع المعلومات السياسية من أوروبا والشرق الأوسط. وقد استغل براعته في العلاقات العامة ليكوّن شبكة من المعارف في العواصم العربية والأوروبية.
كان بيير على تواصل دائم مع ضباط كبار في الموساد منهم:
- **إيلي زعيرا**
- **ماير عميت**
- **تسفي زمير**
ونُقل أكثر من مرة إلى باريس وبيروت والقاهرة متخفيًا في شكل صحفي وأحيانًا ملحق ثقافي.
أخطر عملياته وخيانته للموساد
على مدار سنوات، نفذ بيير عشرات العمليات، أبرزها:
- تهريب وثائق من الأرشيف السوري عبر عميل مزدوج يُدعى "**سمير ح**."
- إسقاط موظفة كبيرة بالسفارة المصرية في باريس تدعى "**سعاد ع**."، حيث سلّمها للموساد قبل أن تنكشف هويتها.
- إدارة شبكة تجسس اقتصادية في بيروت لصالح إسرائيل، لكنها انكشفت لاحقًا بسبب تقارير متبادلة.
في مطلع الستينيات، بدأ بيير يعاني من اضطرابات نفسية وضغوط مالية، فاقترب سرًا من المخابرات السوفيتية (**كي جي بي**). هناك، سلّمهم أسماء 17 عميلاً إسرائيليًا نشطًا في أوروبا الشرقية، من بينهم:
- **دافيد ي.**
- **شلومو ع.**
- **هرتزل ن.**
وكانت هذه أخطر ضربة تعرض لها الموساد في تلك الحقبة.
فضيحته وسقوطه
عام 1961، اكتشف الموساد الأمر بعد تقرير وصل من عميل في فيينا يُدعى **موردخاي ف**. يؤكد لقاءات بيير مع ضباط سوفييت. فتمت مراقبته، ثم اعتقاله في تل أبيب.
حُوكم بيير سرًا، وصدر بحقه حكم بالسجن المؤبد. لكن قبل تنفيذ الحكم، وُجد مقتولًا في زنزانته في ظروف غامضة عام 1962.
الخاتمة
قصة إسرائيل بيير تعد من أقذر وأخطر ملفات الجاسوسية في تاريخ إسرائيل. رجل عاش بين كبار ضباط الموساد، وأسقط شبكاتهم وأفشى أسرارهم لأعدائهم.
قصته اليوم من قناة كفاحي للتعليم عن بعد، تذكير بأن الخيانة في عالم الاستخبارات ثمنها فادح… ومصيرها المحتوم إما الإعدام أو القتل في الظل.