ماير عميت: مهندس الاغتيالات الدموية وأخطر رؤساء الموساد
المقدمة
في عالم الجاسوسية، هناك أسماء كتبت بحروف من نار، وتركت خلفها قصصًا من الدهاء والخداع والدماء. وبين هؤلاء يتوهج اسم **ماير عميت**، الرجل الذي سطَّر صفحات سوداء في سجل العمليات السرية الإسرائيلية.
في هذه القصة الحقيقية، ومن خلال قناة كفاحي للتعليم عن بعد، نكشف لكم حياة رجلٍ أرعب أعداء إسرائيل، وأدار بعقله البارد سلسلة من أخطر الاغتيالات والعمليات التجسسية التي هزَّت الشرق الأوسط.
من هو ماير عميت؟ النشأة والدراسة والحياة الشخصية
وُلد ماير عميت في عام 1921، داخل مستوطنة "تل عدس" بفلسطين تحت الانتداب البريطاني، وسط أسرة صهيونية متعصبة. منذ نعومة أظفاره، تربى على أفكار الحركة الصهيونية، وانخرط في صفوف الميليشيات اليهودية المسلحة مبكرًا.
درس الهندسة الزراعية، ثم العلوم السياسية، وأثبت تفوقًا لافتًا أهله لاحقًا للالتحاق بالجيش الإسرائيلي بعد إعلان الدولة العبرية.
تزوج من سيريلا عميت، وأنجب منها ابنين. كان معروفًا بحياة شخصية غامضة، حتى المقربين منه لم يدركوا حقيقة عمله الحقيقي.
شغله في الجاسوسية وأخطر العمليات التي نفذها
دخل ماير عميت العمل الاستخباراتي مبكرًا من خلال وحدة الاستخبارات العسكرية "**أمان**"، حيث برع في العمليات الميدانية.
وفي عام 1963، تولّى رسميًا رئاسة جهاز **الموساد** خلفًا لـ"إيسر هاريل"، وبدأت رحلته الدموية الشهيرة.
أهم العمليات:
- **عملية "إخطار دمشق"**: أشرف على تجنيد ضباط سوريين داخل دمشق ونقل معلومات حساسة عن خطط الدفاع الجوي السوري.
- **اغتيال القادة الفلسطينيين في بيروت**: Masterminded اغتيالات استهدفت أبرز قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، من بينهم **كمال عدوان** و**كمال ناصر**.
- **ملاحقة العلماء الألمان**: تولى التخطيط لاغتيال عدد من العلماء الألمان الذين ساعدوا مصر في تطوير برنامجها الصاروخي.
- **عملية تصفية "واصف الياس"**: جاسوس فلسطيني انشق عن الموساد، كلف عملاء بتتبعه واغتياله في اليونان عام 1965.
- **اغتيال "محمود الهمشري"**: السفير الفلسطيني بباريس، نُفذت عمليته بتفجير هاتف منزله عام 1972.
الدول التي تعامل فيها:
سوريا - لبنان - مصر - فرنسا - اليونان - ألمانيا الغربية
أبرز الأشخاص الذين تعامل معهم:
- **إيهود يعاري** (عميل ميداني)
- **تسفي ملينك** (منفذ اغتيالات)
- **إفرايم هاليفي** (حلقة اتصال في أوروبا)
- **ديفيد كيمحي** (اليد اليمنى لعميت)
الخاتمة
ظل اسم ماير عميت يتردد في كواليس السياسة والجاسوسية حتى وفاته في 17 يوليو 2009، عن عمر 88 عامًا.
ورغم وفاته، بقي إرث عملياته حاضراً، يشهد على مرحلة من أخطر مراحل الصراع المخابراتي في الشرق الأوسط.
وهكذا طوينا معًا ملف رجلٍ قاتل من الظل، وظل يطارد أعداءه حتى بعد مماته.
تابعونا دومًا عبر قناة كفاحي للتعليم عن بعد لمزيد من القصص الواقعية من ملفات الجواسيس.