من الظل إلى الأضواء: كيف أصبح جدعون عزرا سياسيًا بعد عمله كمخبر جاسوس؟

جدعون عزرا: من عميل سري في الموساد إلى وزير إسرائيلي!

المقدمة

في عالم المخابرات والعمليات السرية، هناك شخصيات تخرج من بين الظلال إلى دائرة الضوء، حاملةً قصصًا تعجز الروايات عن مجاراتها. ومن بين هؤلاء، يبرز اسم **جدعون عزرا**، الذي بدأ حياته مخبرًا بسيطًا لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي، ثم أصبح لاحقًا من الشخصيات السياسية البارزة في إسرائيل.

في هذا المقال، نأخذك عزيزي القارئ في جولة مشوقة داخل دهاليز المخابرات الإسرائيلية، نتتبع خطوات عزرا من نشأته حتى بلوغه قمة السلطة.

النشأة والبدايات

وُلِد جدعون عزرا في غزة عام 1937 لعائلة يهودية متوسطة الحال. ترعرع في ظل الاحتلال البريطاني لفلسطين، ودرس في المدارس العبرية المحلية. منذ صغره، كان يظهر شغفًا بالحياة الأمنية والسياسية، حيث التحق بصفوف منظمة الهاجاناه في أواخر الأربعينيات.

في بداية الخمسينيات، انتقلت عائلته إلى تل أبيب، وهناك أكمل دراسته الجامعية في علم الاجتماع والعلوم السياسية بجامعة تل أبيب.

التحاقه بالموساد والحياة الشخصية

لم تكن حياة عزرا تخلو من التعقيد. تزوج من "داليا كوهين" في سن الـ25، وأنجب منها ولدين وبنتًا. زوجته كانت تعمل معلمة، بينما كان عزرا يُعدّ نفسه للعمل في المجال الأمني.

في منتصف الخمسينيات، جُنّد عزرا ضمن صفوف جهاز **الموساد** كمخبر سري داخل الأراضي الفلسطينية والبلدان العربية المجاورة، حيث كانت مهمته جمع المعلومات عن تحركات المسؤولين العرب ومراقبة الجاليات اليهودية العربية.

مسيرته في العمل الاستخباراتي

أهم العمليات التي قام بها:

  • **عملية "ظل القمر" 1963**: اخترق فيها أحد التنظيمات الفلسطينية في رام الله، ونجح في تجنيد عنصرين لصالح الموساد، وهما سليم دروبي وكامل بشارة، اللذان زوداه بمعلومات عن نشاطات المقاومة.
  • **عملية "العين العمياء" 1966**: سافر متخفيًا إلى بيروت والتقى برجل الأعمال اللبناني إيلي حاييم، حيث جمع معلومات عن تحركات الجيش اللبناني وعلاقاته مع منظمة التحرير.
  • **التعاون مع العميلة شولا كوهين**: عمل عزرا لفترة تحت إشراف الجاسوسة الشهيرة شولا كوهين، التي أدخلته في شبكة تجسس كبرى امتدت إلى بيروت ودمشق.
  • **عملية "الوكر" 1969**: تزوّد بمعلومات من داخل السفارة المصرية في باريس عبر أحد العملاء المزدوجين، حول مفاوضات بين مصر وفرنسا بشأن صفقة سلاح.

الدول التي عمل فيها:

فلسطين - لبنان - سوريا - فرنسا - قبرص


من الجاسوسية إلى السياسة

مع بداية السبعينيات، أنهى جدعون عزرا مهامه في الموساد، وبدأ مسيرته في جهاز الأمن الداخلي (**الشاباك**)، حيث تدرج في المناصب حتى أصبح مديرًا للأمن الداخلي في الثمانينيات.

وفي 1996، دخل عزرا البرلمان الإسرائيلي "**الكنيست**" عن حزب ليكود، وتولى لاحقًا مناصب وزارية أبرزها **وزير الأمن الداخلي ووزير البيئة**.

خاتمة

ظل جدعون عزرا مثالًا حيًا على الانتقال من عالم الظلال إلى الساحة السياسية. فقد كتب اسمه بحروف من نار في سجل المخابرات الإسرائيلية، قبل أن يتحول إلى شخصية عامة مؤثرة.

قصة عزرا تكشف لنا كيف يمكن لرجال الاستخبارات أن يتنقلوا في حياتهم بين السر والعلن، بين العمليات السوداء والمكاتب الحكومية.

إذا أعجبتك القصة، لا تنس متابعة قناة كفاحي للتعليم عن بعد على يوتيوب، حيث نقدم لك في برنامج "**الجواسيس – الموسم الثاني: ملفات من الموساد**" أقوى وأغرب ملفات الجاسوسية!

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال